annonce Forfait tournage concert par rgrd.tn
A la une

العرض الصوفي “الحضرة” بين النسخة الأصلية و الحديثة

مهرجان قرطاج الدولي

الدورة 56

الحضرة للفاضل الجزيري

أمام شبابيك مغلقة و مع حضور جماهيري غفير لعشاق الموسيقى الصوفية إحتضن المسرح الأثري بقرطاج يوم الخميس 18 أوت العرض التونسي الأكثر شهرة منذ أكثر من عقدين “الحضرة ” للمسرحي “الفاضل الجزيري”

قدم لنا الفاضل الجزيري عرضا فنيا فرجويا متميزا بعيدا عن السائد في النمط الصوفي ،لم يكتفي بالآلات المتعارف عليها في هذا النمط الموسيقي بل إنفتح على النمط الغربي من خلال بعض الآلات كالڨيتار باص و الباتري و بعض الإيقاعات كالروك

أراد الجزيري من خلال هذا ” المزيج ” أن يبرهن أن الموسيقات الصوفية و الغربية تتقطعان

تألف هذا العرض من مائة عنصرا بين عازفين، راقصين، منشدين و كورال مستوفيا كل الشروط من موسيقى و لوحات رقص و ملابس و ديكور الذي يوحي بأننا سنحضر إلى النسخة الأصلية من عرض الحضرة الذي كبرنا على إيقاعاته ، فلم يكتفي الجزيري بالركح فقد خصص جزء من المكان المخصص للكراسي للراقصين

أستهل هذا الحفل بقراءة المجموعة لسورة الفاتحة و الدعاء بصوت سمير الرصايصي

تضمن هذا الحفل أغاني و أناشيد متنوعة بين الأداء الجماعي و الفردي التي تعنى بمدح الرسول و مناجاة الخالق و ذكر الأولياء الصالحين التي حفظها الجمهور و تفاعل معها على غرار “محرز” بأصوات كل من يحي الجزيري،فتحي الورغي،منذر العاشوري و هيثم الحضيري،”الأشواق ” التي قدمها كل من ” مراد ڨراش،منذر عاشوري،سامي رزڨي و هيثم الحضيري ،”اليل زاهي ” بصوت نسائي لآمنة الجزيري و “الشاذلي يا بلحسن “بصوت سمير الرصايصي و جمهور الحضرة الذي تفاعل بالرقص متخمرا و هذا التفاعل إن دل على شيء فهو يدل على مدى إهتمام الجمهور التونسي بالطرق الصوفية و بما هو روحاني

قدم لنا الفاضل الجزيري على مدى ساعتين لحظات من العودة إلى الماضي، الحنين لفترة زمنية معينة تميزت بالإبداعات الفنية و هوس الجمهور التونسي بها خاصة في الجزء الثاني من العرض أين تغنى هيثم الحضيري ب”رايس الأبحار” و “الليلة ليلة ” بأصوات كل من منذر عاشوري، مراد ڨراش، فتحي الورغي و محمد غديرة

لم يخلو العرض من المفاجآت، فقد إعتلى نجل الفاضل “علي الجزيري ” الركح من خلال أدائه لأغنية “أنا المدلل ” كما شارك في هذا العرض نواة غربية جمعت بين الطيب فرحات، إلياس البلاڨي، هيثم بن عطية و ياسين بودية

غصت مدارج المسرح الأثري بقرطاج بجمهور مشتاق و متشوق إلى إكتشاف “الحضرة المتجددة ” الذي لم يخذلها من خلال تجليه ، هتافاته و رقصه خاصة في الجزء الأخير من الحفل من خلال ” فارس بغداد ” و “و هللوا ” بصوت المجموعة كاملة،و قد أعرب أغلب الحضور بعد العرض عن إعجابهم ب”الحضرة 2022″ التي رسمت ملامح الفرح على وجوه عشاق الموسيقى الصوفية

من خلال “وسيلتنا إلى الله ” بصوتي الثنائي يحي الجزيري و هيثم الحضيري أختتم هذا الحفل بتصفيق من الجمهور

بقلم :يسر الصافي

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

مهرجان قرطاج الدولي

الدورة 56

الحضرة للفاضل الجزيري

أمام شبابيك مغلقة و مع حضور جماهيري غفير لعشاق الموسيقى الصوفية إحتضن المسرح الأثري بقرطاج يوم الخميس 18 أوت العرض التونسي الأكثر شهرة منذ أكثر من عقدين “الحضرة ” للمسرحي “الفاضل الجزيري”

قدم لنا الفاضل الجزيري عرضا فنيا فرجويا متميزا بعيدا عن السائد في النمط الصوفي ،لم يكتفي بالآلات المتعارف عليها في هذا النمط الموسيقي بل إنفتح على النمط الغربي من خلال بعض الآلات كالڨيتار باص و الباتري و بعض الإيقاعات كالروك

أراد الجزيري من خلال هذا ” المزيج ” أن يبرهن أن الموسيقات الصوفية و الغربية تتقطعان

تألف هذا العرض من مائة عنصرا بين عازفين، راقصين، منشدين و كورال مستوفيا كل الشروط من موسيقى و لوحات رقص و ملابس و ديكور الذي يوحي بأننا سنحضر إلى النسخة الأصلية من عرض الحضرة الذي كبرنا على إيقاعاته ، فلم يكتفي الجزيري بالركح فقد خصص جزء من المكان المخصص للكراسي للراقصين

أستهل هذا الحفل بقراءة المجموعة لسورة الفاتحة و الدعاء بصوت سمير الرصايصي

تضمن هذا الحفل أغاني و أناشيد متنوعة بين الأداء الجماعي و الفردي التي تعنى بمدح الرسول و مناجاة الخالق و ذكر الأولياء الصالحين التي حفظها الجمهور و تفاعل معها على غرار “محرز” بأصوات كل من يحي الجزيري،فتحي الورغي،منذر العاشوري و هيثم الحضيري،”الأشواق ” التي قدمها كل من ” مراد ڨراش،منذر عاشوري،سامي رزڨي و هيثم الحضيري ،”اليل زاهي ” بصوت نسائي لآمنة الجزيري و “الشاذلي يا بلحسن “بصوت سمير الرصايصي و جمهور الحضرة الذي تفاعل بالرقص متخمرا و هذا التفاعل إن دل على شيء فهو يدل على مدى إهتمام الجمهور التونسي بالطرق الصوفية و بما هو روحاني

قدم لنا الفاضل الجزيري على مدى ساعتين لحظات من العودة إلى الماضي، الحنين لفترة زمنية معينة تميزت بالإبداعات الفنية و هوس الجمهور التونسي بها خاصة في الجزء الثاني من العرض أين تغنى هيثم الحضيري ب”رايس الأبحار” و “الليلة ليلة ” بأصوات كل من منذر عاشوري، مراد ڨراش، فتحي الورغي و محمد غديرة

لم يخلو العرض من المفاجآت، فقد إعتلى نجل الفاضل “علي الجزيري ” الركح من خلال أدائه لأغنية “أنا المدلل ” كما شارك في هذا العرض نواة غربية جمعت بين الطيب فرحات، إلياس البلاڨي، هيثم بن عطية و ياسين بودية

غصت مدارج المسرح الأثري بقرطاج بجمهور مشتاق و متشوق إلى إكتشاف “الحضرة المتجددة ” الذي لم يخذلها من خلال تجليه ، هتافاته و رقصه خاصة في الجزء الأخير من الحفل من خلال ” فارس بغداد ” و “و هللوا ” بصوت المجموعة كاملة،و قد أعرب أغلب الحضور بعد العرض عن إعجابهم ب”الحضرة 2022″ التي رسمت ملامح الفرح على وجوه عشاق الموسيقى الصوفية

من خلال “وسيلتنا إلى الله ” بصوتي الثنائي يحي الجزيري و هيثم الحضيري أختتم هذا الحفل بتصفيق من الجمهور

بقلم :يسر الصافي

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button