ولدت حليمة الشيخ “فنانة تونس الأولى ” كما يحب أن يلقبها المسرحي المصري يوسف ادريس يوم 23 فيفري 1934 بنابل ونشأت في عائلة لا علاقة لها بالمجال الموسيقي إلا أنها كانت تقطن حذو “بيت الرصايصي” وهو عبارة عن أستديو فن تخرجت من العديد من القامات الموسيقية
النشأة والتكوين
.بعد إكتشاف صوتها من قبل الأقارب، غنت السيدة “نعمة ” إلى جانب السيدة “عليا ” التي كان تعتبر في ذلك الزمن المطربة الأولى في فرقة العصر بقيادة المايسترو حسن الغربي
.كانت نعمة شغوفة بعالم الموسيقى فقررت الانخراط بالمعهد الرشيدي و تعلمت المبادئ الأولية في الغناء و الموسيقى و أصبحت من مطربات فرقة الراشدية
.”وعلى هذا الأساس، سعت دائما إلى تطوير معارفها و تكونت على يد كبار الموسيقيين أمثال صالح المهدي الذي منحها إسمها الفني “نعمة ” و لحن لها العديد من الأغاني ك”الليل اه يا ليل ” و”يا ناس ما أكسح قلبه
الاحتراف
.”في سنة 1958 إنضمت “نعمة ” إلى فرقة الإذاعة التونسية التي ضمت في ذلك الوقت العديد من الأسماء على غرار “صليحة
.تعاملت ” نعمة ” مع خيرة من الموسيقيين التونسيين أمثال الشاذلي أنور ، قدور الصرارفي ، خميس ترنان ، كما أتيحت لها الفرصة للتعامل مع سيد مكاوي في العديد من المناسبات و غيره من الشعراء و الملحنين العرب
.شاركت فنانة تونس الأولى أيضا سنة 1969 في مهرجان “ألفية القاهرة ” ضمن الوفد التونسي و قامت بإعتلاء أهم المسارح في المغرب العربي والعالم
.تعتبر السيدة “نعمة ” من أهم الأصوات التونسية التي غنت العديد من القوالب و الأنماط الموسيقية بفضل عذوبة صوتها ،و كسبت حب الجماهير التونسية و العربية من خلال حركيتها على المسرح و قدرتها الكبيرة على تحريكهم
.”تمكنت الراحلة من تكوين رصيد غنائي ثري يتجاوز 360 أغنية أحبها الجمهور التونسي و العربي مثل “هو يمة”, ” أم القد طويل “, ” الليلة عيد”, “ما أحلاها كلمة في فمي “, ” توسمت فيك الخير
.ويذكر أن الراحلة كانت قد توفيت في تاريخ 18 أكتوبر من سنة 2020 بعد صراعها مع المرض
بقلم : يسر الصافي