احتضن مسرح الأوبرا مساء اليوم الاثنين 01 أفريل 2024 عرض “الششتري” في نسخته الثالثة، حيث التناغم اللحني والإيقاعي المنحوت بروح الطبيعة التونسية في تعبيرات موسيقية متنوعة مقتبسة من المالوف الجد والهلس.
انطلق عرض “الششتري” نسبةً لآلة “الطار” الحاضرة في الموسيقى التونسية التقليدية الخاصة بالمالوف التونسي وهو توجه موسيقي اعتمده المايسترو مكرم الأنصاري، ويعتبر العرض الثالث لبيت المالوف منذ أكثر من سنتين، حيث خصص للتكوين والعمل المتواصل وإحياء الذاكرة بعودة بعض الآلات الموسيقية الأصيلة على غرار آلة “الربابة” وغيرها. على مدى أكثر من ساعتين، سافر الأنصاري صحبة فرقة بيت المالوف المتكونة من أكثر من أربعين عازفًا بالجمهور في رحلة إلى ربوع الموسيقى التقليدية التونسية، جمع فيها بين مالوف الجد و الهلس، وعاد بالذاكرة إلى أهم الأنماط التعبيرية المميزة لموسيقى المالوف التونسي على غرار النوبة والقصيد والموشحات.
كما أثثت هذه السهرة مجموعة من الفنانين التونسيين على غرار الفنانة التونسية سارة النويوي التي قدّمت وصلة فنية خاصة تماشت مع أجواء السهرات الرمضانية التونسية الأصيلة، فغنت للراحلة صليحة “ربي عطاني” و”خليل سالم”.
كان الجزء الثاني من السهرة من نصيب الفنان التونسي سيف التبيني، فكانت بداية وصلته الموسيقية بصولو ناي للعازف هشام البدراني.
كما قدم سيف وصلة موسيقية من روائع الشيخ العفريت “الوحش والغربة” و”يا فاطمة بعد النكد والغصة” التي صاحبها صولو كمنجة للعازف عطيل معاوي.
أثث الجزء الأخير من الششتري الثنائي لبنى نعمان ورفيق دربها مهدي شقرون بمجموعة من الأغاني التي أحبها الجمهور على غرار “رڨية” و”كبي الفولارة” من تراث مدينة جربة، وأغنيتها “توبة”. واختتمت هذا الحفل بأغنية مهداة لتونس وفلسطين تحمل عنوان “مزلت خضراء”.
بالإضافة إلى ذلك، أثرى الأداء الفني المتميز لهذه السهرة بجو من الفخامة والتراث، مما جعلها ليلة استثنائية تمزج بين التقاليد العريقة والإبداع المعاصر، وهو ما حظي بإعجاب وتقدير الجمهور الحاضر في مسرح الأوبرا.