
لقد كانت الدورة الحادية والعشرون لمهرجان الأغنية التونسية دورة إستثنائية حيث قامت بربط جسر التواصل بين مختلف الأجيال، كما أنها كانت مميزة على الصعيد التقني والموسيقي ولكن لم تمنع كل هذه النقاط المضيئة تعرضها إلى العديد من الإنتقادات التي أسالت الكثير من الحبر.
كان ل ” موزيسيان.تن ” حوار مع الفنان عادل بندقة، المدير الفني لهذه الدورة، وشكل هذا اللقاء فرصة للرد على كل هذه الإنتقادات التي طالت المهرجان.
كانت سهرة إفتتاح هذه الدورة مهداة إلى روح الفنانة التونسية الراحلة ذكرى محمد عبر العديد ممن تعاملوا معها و اولئك اللذين كانوا جزءا من دائرة أصدقائها وصديقاتها من الفنانين العرب على غرار : الفنان هاني شاكر، الفنان محمد الحلو، الملحن صلاح الشرنوبي والإعلامية منى الشاذلي.
أثار هذا الحضور المصري العديد من التساؤلات في صفوف الموسيقيين و الصحفيين التي أجابنا عليها المدير الفني لهذه الدورة الفنان عادل بندقة بكل رحابة صدر معللا أن حرص الهيئة على التواجد المصري يعود لسببين. السبب الأول، وفق تعبيره، يعكس أهمية المرحلة المصرية في الحياة الفنية للراحلة ذكرى”صحيح أن مسيرتها الفنية مرت بالمرحلة التونسية مع عز الدين العياشي و عبد الرحمان العيادي ، و بالمرحلة الليبية مع محمد حسن و رمضان كزوز و غيرهم إلا أن التجربة المصرية منحتها الإنطلاقة العربية لذلك كان أغلب ضيوف الإفتتاح من مصر. زيادة على ذلك كان توجه الهيئة أن يكون هذا المهرجان ذا إشعاع عربي، فحضور مثل هذه القامات سيجعلها تكون سفيرة لهذا المهرجان في بلدهم نظرا لتموقع مصر في العالم العربي . “
أما عن قرارات لجنة التحكيم التي إستحسنها البعض وتعجب منها البعض الآخر فقد رد عادل بندقة : ” لا يهم من تحصل على الجائزة أو المرتبة الأولى فالحكم الأول والأخير سيكون للجمهور، ومن منا لا يتذكر نتائج الدورة الأولى لمهرجان الأغنية التونسية سنة 1987 التي أسالت الحبر فقد تحصلت في ذلك الوقت أغنية خلي الحزن بعيد عليك لسنية مبارك و رشيد يدعس على المرتبة الأولى، و غدار حاجب عينيك لعبد الكريم صحابو على المرتبة الثانية و ذكرى محمد على المرتبة الثالثة، نتائج لم ترق للعديد من الموسيقيين و لكن يبقى مجرد رأي لجنة تحكيم في وقت معين و ظرفية معينة.
إذا يبقى قرار لجنة التحكيم مجرد رأي تتحمل اللجنة مسؤوليته التاريخية. “
أما عن بعض الأعمال التي إعتبرها الجمهور جيدة جدا و لم تتحصل على جوائز فقد أضاف عادل بندقة : ” أولا عدم الفوز لا ينقص من قيمة العمل شيئا، ثانيا لو كنت عضو لجنة تحكيم لأخترت أغنية تعبت لأمير عبد الله وزعما هي لمحمد العايدي. “
أما عن طريقة التصويت فقد وضح عادل أن الإدارة الفنية تمنح كل عضو إستمارة تحمل الجوائز المقترحة، و كل عضو يحمل رقم سري يقوم بتعمير تلك الإستمارة في كامل السرية”تسلمت في سهرة الإختتام جميع الإستمارات و قمت بنسخها في جدول، إنتظرنا رئيس لجنة التحكيم عدنان الشواشي ليكمل وصلته الغنائية و قمنا بعملية الجمع و الترتيب، ففي حالة التساوي يقوم رئيس اللجنة بالبت في النتيجة”.
فيما يتعلق بمسابقة الأنماط الجديدة، كانت رسالة عادل بندقة إلى الموسيقيين قائمة على ضرورة عدم الإستماع لهذه الأنماط بأذن مقامية-طربية بإعتبار أنها تمثل طريقة تعبيرية مختلفة.
وأكد بندقة في نفس السياق، على طبيعة مهرجان الأغنية التونسية التي تستهدف كل الشرائح من خلال عدة انشطة وعلى رأسها مسابقة الأنماط الجديدة التي أصبحت من بين أهم نقاط إشعاع المهرجان بفضل خطوة التوجه إلى فئة الشباب التي قطعت مع الاقتصار على المهتمين بالموسيقى وأساتذة الموسيقى.
هذا الانفتاح، بحسب محدثنا، يعد ضرويا شرط أن تكون الموسيقى ذات مستوى فني معقول.