
ولد الفنان أحمد القلعي الملقب ب”ملك العود” يوم 5 أكتوبر 1936 ونشأ في مناخ عائلي موسيقي إذ كان والده علالة القلعي عازفا على آلة الكمان كما كان شقيقه محمود القلعي عازف كلارينات و ناي بينما كان أخوه رضا القلعي عازف كمان
:النشأة والتكوين، وتأثير المناخ العائلي الفني
متأثرا بوالده، كان القلعي شغوفا بعالم الموسيقى وعلى يده تعلم المبادئ الأولية في العزف على آلة العود. وعلى هذا الأساس، سعى دائما إلى دعم معارفه في الموسيقى العربية من مقامات وإيقاعات على يد كبار الموسيقيين أمثال صالح المهدي وعلي السريتي، كما كان متأثرا برياض السنباطي ومحمد القصبجي. من جهة أخرى، تميز الراحل بعدم اكتفائه بالموسيقى العربية، فقد كان منفتحا على الموسيقى الكلاسيكية والغربية
:الاحتراف
إثر حصوله على ديبلوم الموسيقى العربية سنة 1945، بدأ أحمد القلعي بشق طريقه ليقدّم سنة 1951 عرضا منفردا بالمغرب كما شارك سنة 1969، ضمن الوفد التونسي، في ألفيّة القاهرة أين تعرف على الموسيقي اللبناني جورج ميشال وعزف معه في دار الأوبيرا المصرية. لمع اسم القلعي كعازف العود وملحن تونسي في تونس و في العالم العربي، واتسمت تجربته بالثراء نظرا لانفتاحه على مشارب مختلفة وإحتكاكحه بعديد العازفين العرب والأجانب، كعازف الكمان المصري عطية شرارة الذي أقام معه سنة 1958 حفلا في الراشدية. كما اتاح له انفتاحه التعامل مع عازف القانون المصري عبد الفتاح المنسي الذي سجل معه سنة 1960 “لونغة عجم “. وفي نفس السياق، تحصل القلعي على ديبلوم الآلة سنة 1976 كما التحق بفرقة الإذاعة التونسية التي تولى إدارتها لاحقا. لحن ملك العود أيضاً لعديد من الفنانين كالهادي القلال، السيدة نعمة وسلاف وغيرهم. كما أشرف على تكوين العديد من الأجيال الموسيقية في المعهد العالي للموسيقى
:جانب من الشهادات
وفقا للشهادات حول شخصه ومسيرته، كان أحمد القلعي مؤثرا في طلبته أمثال الموسيقي كمال الفرجاني الذي صرح في حوار لجريدة الصباح يوم 3 سبتمبر 2009 قائلا : ” أحمد القلعي العازف المجيد.. كان يعرف فقط كيف يحلق عاليا وبعيدا في سماء الإبداع الموسيقي، ولكنه لم يكن بالمقابل يعرف كيف يتعامل مع من هم على الأرض من حوله.. لذلك حرصت على تلحين قطعة اخترت لها عنوان «الألباطروس» والمقصود به احمد القلعي الفنان العبقري صاحب الموهبة.. والعرض ماهو في الواقع، إلا تحية متواضعة مني لروح أستاذي احمد القلعي الذي رحل جسدا ولكنه سيبقى خالدا بما قدمه للموسيقى التونسية وخاصة لآلة العود
ويذكر أن الراحل أحمد القلعي كان قد توفي في تاريخ 12 أكتوبر من سنة 2008