
في ليلة لا تُنسى من الإبداع والفن، احتفل مهرجان قرطاج الدولي بإفتتاح دورته الـ58 بطقوس فنية تجمعت فيها كل التفاصيل الرمزية والإنسانية التي تجعل من هذا المهرجان منصة فريدة للتعبير الثقافي والفني.
الليلة الكبرى شهدت افتتاحية مميزة بعرض “عايش لغناياتي”، للفنان الكبير لطفي بوشناق الذي أخرجه ابنه عبد الحميد بوشناق و كتب موسيقاه ابنه الأصغر حمزة بوشناق.
هذا العرض لم يكن مجرد عرض فني، بل كان تجليًا لخمسين عامًا من الإبداع والمساهمات الفنية للطفي بوشناق، الذي نقلنا من خلال أغانيه وشهادات من شاركوه هذه الرحلة الفنية.
أقيم العرض في المسرح الأثري بقرطاج، حيث شهدنا لحظات مؤثرة تضمنت شهادات الشعراء صلاح الدين بوزيان وعلي اللواتي، إلى جانب تكريمات للموسيقيين الراحلين الذين ساهموا في مسيرة بوشناق، مثل عازف القانون الكبير توفيق زغندة الذي حظي بتكريم خاص.
أدى بوشناق خلال العرض عددًا من أغانيه التي أحبها الجمهور مثل “أنا حبيت وتحبيت”، برفقة صولو الناي للعازف حسين بن ميلود، الذي أضاف لمسة فنية خاصة على العرض.
لم تقتصر المفاجآت على ذلك، بل شهدنا أيضًا صعود الفنانة اللبنانية ميشلين خليفة إلى المسرح لأداء أغنية “العين المتشوفكش”، التي غنتها في نفس المكان قبل 23 سنة، مما أضاف للأجواء جوًا من النوستالجيا.
وفي ختام الحفل، صعد نجوم مسلسل “النوبة” على غرار عزيز الجبالي، البحري الرحالي، هالة عياد، ومحمود السعيدي إلى المسرح أين استحضروا من خلالها أجواء المسلسل ومساهمة بوشناق في إثرائه بأغانيه.
كان العرض متكاملاً بمجموعة موسيقية متنوعة تجمع بين أنماط موسيقية مختلفة وأداءات فنية متقنة، مع مشاركة فنية تراوحت بين الرقص، والرسم الحي، ومشاركة كورال من الأطفال في أغنية “مي مي”، مما أضفى على الحفل طابعاً فريداً من الإبداع.
إن إفتتاح الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي كان عبارة عن ليلة استثنائية في عالم الفن، حيث جمعت بين التجديد والتراث الثقافي، مؤكدة على مكانة المهرجان كواحد من أبرز المنصات العالمية للتعبير الإبداعي وتكريم الفنانين الكبار.