
تم افتتاح الدورة 22 لمهرجان الأغنية التونسية مساء الأمس الخميس الموافق 14 مارس 2024 في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وقد اعتُبِرت هذه الدورة استثنائية بشكل خاص، حاملةً لشعار “لأجلك يا فلسطين”. هذا الشعار يعكس التزام المهرجان بدعم القضية الفلسطينية وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل العدالة والحرية.
تتجلى أهمية هذه الدورة الاستثنائية في تسليط الضوء على قضية فلسطين وإيصال رسالة الدعم والتضامن من خلال البرمجة الفنية لهذه الدورة.
ويعتبر اختيار شعار “لأجلك يا فلسطين” تعبيرًا عن التزام المهرجان ومشاركيه بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
قدم جميع ضيوف الافتتاح أغاني ملتزمة ومعبرة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية والفنية التي يتمتعون بها. من خلال نقل معاناة الفلسطينيين وبث رسائل الأمل، يساهمون في إبراز القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، بينما يقدمون أيضًا رسائل تشجيعية وأمل في تحقيق العدالة والسلام.
هذه الأغاني الملتزمة والمعبرة تعكس التضامن الفعلي مع القضية الفلسطينية وتؤكد على دور الفن في نقل الرسائل الاجتماعية.
بدأ الافتتاح الرسمي بعزف الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو يوسف بلهاني للنشيد الوطني التونسي والفلسطيني،لحظة جمعت بين العراقة الثقافية لتونس والتضامن مع الشعب الفلسطيني مبرزا الروح الوطنية والإنسانية التي تجمعهما.
كانت الفقرة الأولى من تأثيث الفنانة التونسية محرزية الطويل التي قدمت
واحدة من أجمل أغاني الراحلة عليا بعنوان “بني وطني”، التي تحمل كلمات الشاعر عبد المجيد بن جدو وألحان الموسيقار الشاذلي أنور.
تمتاز هذه الأغنية بقوة الكلمات وجمال اللحن، وهي تعبر عن حب الوطن والانتماء للأرض والهوية.
كما قدمت الفنانة رنا زروق صحبة الملحن و الموزع مهدي المولهي الذي رافقها على آلة البيانو،إحدى روائع فيروز و الأخوين الرحباني ” يا زهرة المدائن “.
كما كرمت هذه الدورة كل من محمد الدغباجي و ذلك من خلال تقديم الفنان سيف الدين التبيني لأغنية ” الخمسة الي لحقوا بالجرة ” و المنوبي الجرجار من خلال تقديم الفنان التونسي سفيان الزايدي ” على الجرجار “.
في هذه السهرة، تمتع الجمهور بأداء مجموعة متنوعة من أجمل أغاني جوليا بطرس، ومن بينها “غابت شمس الحق” التي قدمتها الفنانة أسماء بن أحمد بروح فنية مميزة، كما قدم الفنان أنيس لطيف الأغنية “أنا بأتنفس حرية”، بينما غنى الفنان أحمد الرباعي أغنية “يوما ما”.
تمكن الفنانون من تقديمها بطريقة مميزة تلامس قلوب الجمهور وتعكس مدى جمال وعمق التراث الغنائي العربي.
مفاجأة السهرة كان حضور الطفلة مريم معالج من كورال سيدي سامي، التي قدمت رسالة مؤثرة من قلب فلسطين ومن أطفالها إلى العالم من خلال تقديمها لأغنية “أعطونا الطفولة”.
برغم صغر سنها، إلا أن أداء مريم كان مليئًا بالعاطفة ونقلت من خلاله رسالة قوية عن الأمل والصمود.
بتقديمها لهذه الأغنية، أضافت مريم لمسة إنسانية مؤثرة إلى سهرة الافتتاح، ونقلت صوت الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم بشكل ملموس إلى الحاضرين. كما أعطتهم الأمل بأن صوتهم يُسمع وأن رسالتهم ستصل إلى قلوب الناس في مختلف أنحاء العالم.
كانت الفنانة اللبنانية أميمة الخليل ضيفة سهرة الافتتاح، حيث قدمت أغنية “عصفور كل من الشباك”.
كان للفنان مروان علي إسهامه الخاص في سهرة الافتتاح من خلال أدائه أغنية “أنا دمي فلسطيني”.
بأدائه هذه الأغنية، أبرز مروان علي روح الانتماء والوطنية، ونقل صوت الشعب الفلسطيني وتضامنه مع قضيتهم إلى الحاضرين .
” أجيال وراء أجيال
هنعيش على حلمنا
و الي نقولو اليوم
محسوب على عمرنا.. “
بكلمات مدحت العدل و ألحان حلمي بكر، إختار جميع الفنانون إختتام سهرة الإفتتاح بلحظة مميزة،حينما اختار جميع الفنانين تقديم أحد أهم الأعمال العربية التي اشتهرت بعد إنتفاضة الأقصى الثانية سنة 2000، وهي “أوبرات الحلم العربي”. هذا الاختيار يعكس التضامن القوي مع قضية فلسطين والانتماء للهوية العربية، ويعبر عن رسالة صلبة من الفنانين بدعم القضية الفلسطينية وتأكيد على أهمية الحلم العربي المشترك في تحقيق العدالة والسلام.